Sunday, February 8, 2009

محامي ولا صحفي

كان زمان في حلم بيروادني كتير ، كان عندي أحلام كتير بس ده كان أكترهمز كان حلمي بسيط وشرعي وهو أني اتعرف على صحفي كبير ومحامي عظيم

كان عندي أسبابي مش عبيط أنا

كان نفسي أتعرف على صحفي بس مش أي صحفي عايز صحفي ليه وزن عايز صحفي أكون معاه وهو بيفكر في فكره مقاله يكتبها للجريده اليوميه وبيحضر لفكره العدد الجاي من المجله الأسبوعيه وبيحط اللمسات الأخيره على الطبعه الأولى من المجله الشهريهز والأهم من ده كله أني أكون معاه وهو بيخط مسودة روايته الجديدهز أزاي بيرسم معالم الشخصيه أزاي الشخصيه ممكن تكون ليها خط واحد في الحياه ومبادىء واحده مبتحدش عنها وازاي ممكن تكون شخصيه ملونه كل شويه بلونز أزاي القصه ممكن تكون ماشيه في أتجاه وبعدين تسيبه وتروح لأتجاه تاني

كنت ساعتها بتمنى أني أكون ملتصق بالصحفي المؤلف العبقري حاجه كده أقرب لكاتم السر او حتى للسكرتير بالمفهوم القديم ومعايه المسوده عشان أكتب أفكاره واللي بعد كده مفروض أفراغها على الآله الكاتبه- أو الكمبيوتر بعد ماكبرت في السن- ويراجع ويحسن ويجود لغايه ما نوصل سوا للشكل النهائي

كان نفسي أتعرف على محامي فذ ، محامي عبقري ، حد كده أستمتع واأنا براقبه وهو بيدور على ثغرات القضيه وبيطلع نقطة الضعف اللي فيها وبيحضر دفاعه والأهم وهو بالروب الأسود قدام المحكمه وبيقول المرافعه الختاميه واللي بعدها هسمع أحلى زغروده من أهل المتهم البريء بعد ما أنفكت من حوالين رقبته المشنقه . عارف أنها صوره فانتازيا عن المحاماه ويمكن يكون سذاجتي في السن ده دور كبير أنها تصورلي أن المحاماه هي من ارقى المهن – بعد التدريس طبعا-

فضلت عندي الولع ده بالمحاماه واللي غذاه يحي الفخراني في أوبرا عايده على الرغم من أني كنت بضايق ساعات من تصرفات حنان ترك وبالذات للما تتصور ان البالطو الأبيض في حد ذاته هو اللبس وأفتكر أن كان بيتعاد لممره الدشيليون وكنت أبقى بذاكر عند حاتم وعلى ميعاد المسلسل أستئذن أروح أتفرج وبعدين أرجعله


بس دلوقت أحلامي دي أتبخرت

مره من سنين طويله أتعرفت على واحد من على النت لسه فاكر أسمه هشام أربع تمنيات وكان بيشتغل بعد الضهر في مكتب مسئول عن كتابه مواضيع كم جريده حقيره منهم جريده رياضيه كان أسمها الفرسان وشفت هما بيتعذبوا ازاي عشان يفكوا طلاسم العبري اللي بيكون مكتوب بيه المقالات بيفكرني لما بفك الياباني اللي بيكتوبهولي هاري وبيفتكره أنجليزي، وعشان كده حسيت أني مش هستمتع بالقاعده مع الصحفي واللي اكتشفت بعدها أنه في الغالب هيكون مدخن وانا التدخين بيعذبني بصراحه

النهارده وأنا في طريقي للشغل لاقيت في منطقتي السكنيه – المريبه- يافطه لمحامي كاتب أنه مستشار ومش عارف ليه فاتح مكتبه في المكان ده لو هو كويس بالدرجه اللي بيقول عليها في اليافطه ، والغريب أنه كاتب أنه تخصص قضايا الدم والمخدرات ولأول وهله مفهمتش يعني أيه قضايا الدم ، بس بعدها أفتكرت لما كنت في الثانويه العامه والبلويس قبض على عمرو جارنا واللي أكبر مني بسنه هو وحماده صاحبه – برضه جارنا- بتهمه قتل ، وأزاي بابا وماما عمرو لفوا على المحامين لغايه ما في محامي أقنعهم أنه هيكول المؤبد لبراءه وذلك بعد قبض خمسه وعشرين ألف واللي ساعتها شفتهم مبلغ كبير بس دفعهم أهله اللي لسه لغايه النهارده بيزوروا عمر في السجن


حتى قضايا المخدرات كان عندي ذكرى ليها لما البلويس وصل المره دي لبيتنا وقبض على أبراهيم الساكن في الدور اللي تحتينا واللي اعرفه من وأنا صغير وكان يهزر معايه وانا طالع ونازل من على السلم عشان يزغزني وأنا أفضل أصرخ وكنت دايما أشوفه بيضحك وأختلفت الأقاويل بعد القبض عليه من أنه بس كان بيوصل بضاعه ومره تانيه انه كان بيتعاطى ومره تالته أنه كان بيتعاطى وأتسطل نام في شقه بأسمه مستأجره لتخزين الممنوعات واللي عمل كده تاجر كبير عشان لو حصل كبسه يكون أسمه بعيد ، بس أي كانت الأسباب فهو اكيد جاني وأتسجن أبراهيم وساب أبنه اللي كان لسه في عامه الأول والأهم انه ساب جنين في بطنه زوجته اللي بعد ما ولدت الجنين ده واللي كان بنوته أصبحت تحمل لقب مطلقه وذلك بناء عن رغبته قبل رغبتها عشان يسيبها تشوف نصيبها على حد قوله

غريبه الدنيا أتسجن أبراهيم وساب طفل دخل المدرسه السنه دي ومقيم مع عمته برضه بناء عن رغبه والده ، ورغم أن الولد غتيت بطبعه بس برضه بشفق عليه ساعات من مصيره لما يكبر وهو بيحمل على عاتقه وزر أبوه ، آه يمكن مكنش هيبقى زويل التاني لو أبوه معاه بس كمان أكيد كان وجوده هيفرق، وكمان أخته اللي أتكتب عليها أنها تدخل السجن قبل ما تتعلم حتى تنطق الحروف الأولى لكلمه بابا عشان تشوف الأب ده في السجن ، والزوجه واللي كاننت أيامها في أول سنه من عمرها بعد العشرين واللي فجأه لقت نفسها مطلقه لازم هي اللي تعول طفلتها وتتحمل نظره الأآخرين ليها لكونها مطلقه ومن تاجر مخدرات كمان

وعمرو اللي أهله لسه بيتحملوا تبعات جريمته واللي أرتكبها من باب الواجب مع صديق مش أكتر

بعدها فكرت ياترى بيكون أيه تفكير المحامي وهو بيترافع في قضايا عارف أن المتهم اللي فيها مجرم والأهم لما يكون عارف أنه تخصص أجرام وكمان ياترى بيكون أيه حاله الشخص اللي بيدخل الشخص وقت الدخول وايه حالته وقت الخروج ، أنا أصلا مش مقتنع أوي بفكره السجن يعني عمرو لما يخرج من السجن اللي دخله وهو عنده تمنتاشر سنه مفروض يعمل أيه حتى لو خرج دلوقت مفروض يعمل أيه وأبراهيم لما يخرج من السجن وهو خلاص فوق الخمسين مفروض أنه يعمل أيه.؟؟؟

أسئله كتير دارت في دماغي من بس يافطه شفنتها في الشارع

على الهامش

الغريبه أن لما حد من زمايلي يقول أنا مقدرش أتكلم دلوقت أنهم أختاروا مقيد عشان المشروع الجديد لأنه مقيد تحديدا مينفعش أتكلم
بضحك واقول ميرسي بس بصرخ ساعتها من جوايا وأقول ليه؟


No comments: