Friday, October 2, 2009

زهرة الخشخاش

الروايه الموجوده حاليا في حياتي هي زهرة الخشخاش لخيري شلبي والنهارده فؤجئت بجزء بجد تحفه غير انه عجبني جدا فسرلي كتير من اللي حصلي اليومين اللي فاتوا في الشغل واللي خلوا بدايه شهر عشره بالنسبله اتعس من شهر تسعه وعشان كده حبيت اني اكتب الجزء اللي عجبني هنا

كل واحد من البشر يحكم على الأشياء و على ما يسمع و يرى و يقرأ حكما على قدر تجربته في الحياه ومدى ما اكتسبه عقله وإدراكه من رصيد معرفي

إن كل ما تقرأه في الروايات و تره في الأفلام السينمائية لا أحد يستطيع الجزم بأنه الحقيقة، بل أن ما يحدث في حياتك وحياتي وحياتنا جميعا مهما وصفناه بدقة وأمانه ورغبة حقيقية في البوح إلى أقصى الحدود لا نستطيع التأكد تماماً من أنه الحقيقة، حتى و إن زعمنا بعين قوية أننا قلنا الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة

إنما هي الحقيقة من وجهة نظر صاحبها لحظة الإفضاء بها ولأن لحظة الإفضاء والبوح دائماَ مريحة وجميلة، فإن الذي أفضى وباح يبقى أسيرا لجمال تلك اللحظة لمجرد أنها اقتربت به من مناطق الأشواك التي يحجم البشر عن الخوض فيها

حين يقول الواحد منا للآخر هذة هي حقيقة ما جرى، فإنه يقصد أن ما حكاه قد حدث بالفعل، أما الحقيقة فيما حدث أو خلف ما حدق فهذا موضوع آخر

إنها الحقيقة البسيطة السطحية الجزئية الموااتية لقدرتنا على الإدراك و استشفاف ما وراء الأفعال والأقوال و الأحداث من أسباب أدت إلى التعقيد والتركيب وسوء الفهم و الخسران

أما الحقيقة الحقيقية فأنها مجاز إنها طبقات من الضوء كلما قويت بصيرة الإنسان اخترقت طبقة هي تبدو بؤرة الحقيقة ثم يتضح بكثير من التبصر أن منطقها يشوبه الفساد من بين يديه أو من خلفه، وحتى لو قويت بصيرة الإنسان وكان بصره سديدا بأدوات من منجزات العلم و التكنولوجيا تمكنه من رؤية الأعماق البعيدة وكل ما هو غير مرئي في هذا الكون، فإن ذلك لن يكون وصولاً إلى بؤرة الحقيقة

وكذلك حياة البشر، إن بدت كالأسطورة فذلك ليس يعني أنها غير حقيقية، إلا أنها في نفس الوقت لن تكون الحقيقة الكاملة

نصيحتي لك أن تتعامل مع الناس والأدب بالمنطق الشعوري، إن الحياه سواء في الواقع المعاش أو في الواقع الفني في الأدب تكون حياة حقيقية بقدر ما تضيف إليك من مشاعر تشعرك بصدقها بما تحتويه من ألم وبهجة