اسييبكم مع أكتر قصه عجبتني في الكتاب واريحكم من كلامي الغلس شويه
محدقون بلا عيون
جلسوا متجاورين. كل يحدق أمامه في صمت، لا يلتفت أي منهم للآخر. الصفرة بدرجاتها تحيطهم من كل جهة فتزيد كآباتهم.
التفت إلى الرابض على يمينه ببطء، تيبست رقبته فحركها يميناً ويساراً وهو يتنهد:
آن الأوان لنخرج من هنا، فالوضع أصبح لا يطاق.
تريد الهرب بعد كل هذه السنين؟
بقاؤنا على هذه الحال المهينة لا يليق بنا. أنسيت من نحن؟ كنا نأمر فنطاع، الكل يابنا. حتى عندما جاءوا بنا لإلى هنا، كانوا ينظرون إلينا في محبسنا على أننا عظماء.
سنجد أنفسنا غرباء في الخارج.
الخارج أو الداخل ليس ما يعنيني. أريد الهيبة، الأحترام، لم أعد أطيق نظرات الناس وتعليقاتهم السخيفة. يسخرون منا ومن ها السجن الذي نقبع فيه، لم نعد نرى نظرات التقدير في العيون. أكاد أجن عندما أسمع كلامهم المليء بالحسرة وخيبة الأمل احياناً، وبالسخرية والتهكم أحياناً أخرى. ظننت أحداً منهم ستحرك من أجلنا، يطالب بإطلاق سراحنا، أو حتى بنقلنا من هنا إلى مكان أفضل.
أحلامي أبسط من ذلك. كل ما أريده بعض الألوان من حولي لترفع عني شيئاً من الهموم، لكني أعذرهم، حالهم ليس أفضل من حالنا كثيراً الحياة بالخارج يا صديقي مربوطة بحال هذا المكان.
أياك أن تتحسر أنت أيضاً، يكفينا حسراتهم، لأتذكر أيام كنا طلاقاء؟ كنا نفعل كل شيء. لا أدري من أين جاءوا بهذا الضعف.
يمد رأسه إلى الأمام مخاطباً القابع على الطرف الآخر.
أنت أيها الأحمق، لماذا لا تشاركنا الحديث؟
أبتسم في استهزاء دون أن يجيبه.
أجابه الثاني:
لن يجيبك، فهو يعلم أن رأس شقيقه طارت عندما حاول الهرب مصلك.
تركوا جسده إلى جوارنا عبرة لنا، لكني لن أخاف سأفعلها.
تلفت يميناً ويساراً في حيرة. لمعت عيناه وهو يهمس:
وجدتها، سأتسلل إلى المسجد الموجود في الجهة المقابلة، أختبيء فيه بضعة أيام، اختفائي سيفزعهم، سيبحثون عني في الخارج لكنهم لن يجدوني، عندما ييأسون. أنطلق هارباً، وقتها يدركون حماقتهم عندما قللوا من قيمتنا.
وإذا أمسكوا بك
أكون لقنتهم درسا لا بأس به في أننا مازلنا قادرين على الفرار.
تسلل متسلقاً في خفه لا تتناسب مع سنوات عمره، وصل إلى الحافه، ثم قفز.
انطلق جارياً فوق السلم الضخم، دخل المسجد في أضطراب، أختبأ في أحد أركانه، أندهش عندما وجده خالياً تماماً، غمغم في تعجب: حتى المسجد هنا أصبح مهجوراً.
ظل مكانه لساعات لا يعرف عددها. قرر أن يخاطر، تسلق إلى المئذنة حيث قبع في سكون.
أخفض رأسه قليلاً عندما رأى تلك العينين تنظران إلى المسجد، دق قلبه بعتف عندما رآه ينظر إلى الجهة الأخرى حيث مكانه الخالي في تشكك.
سمع صوتاً يسأل الناظر في سخرية:
لماذا تحملق هكذا كأنك تراه لأول مرة؟
هناك خطأ ما
يشير لأى المكان الفارغ بإصبعه.
إنهم ثلاثة فقط. أين ذهب الرابع؟
ليذهب الأربعة أينما يشاءون، فلن نخسر شيئاً
تتعالى الضحكات الساخرة، يعض على شفتيه في حزن، كان يظن أن فراره يسكون زلازلاً يغير كل شيء، عندما فكر فيه، خشى ألا يلاحظوه في غفواتهم التي لا تنتهي، أما أن يتجاهلوه ساخرين، صفعة لم تكن في الحسبان.
يعود إلى مكانه مجرجراً قدميه، شعوره بالهوان جعله يشعر لأول مره أنه عجوز، يدير رأسه بين أشقائه، دموع متحجرة في عيون رفيقة، الأبتسامة الساخرة ما تزال على شفتي الأخ. يحدق في الرأس المقطوع بأسى، يمسك بحجر صغير ليخط إلى جوارهم بضع كلمات، ثم يجلس في مكانه واضعاً يديه هعلى فخذيه، محدقاً في إستسلام.
من يومها توجد إلى جوارهم لوحة صغيرة مكتوب عليها:
أزيلونا من هذا المكان فهو لا يليق بنا
يراها بوضوح كل من يحدق في الجنيه المصري، وإن لم يلتفت إليها أحد فهي مكتوبة بالهيروغليفية.
4 comments:
:)
القصة حلوة أوي فعلا
وعنوانها كان مخليني عايزة أوصل للنهاية عشان أعرف هو زي ماأنا فهمته ولا لأ
صدمة كبيرة أوي لما حد يكون فاكر إنه همه جدا ووجوده فارق واختفاؤه كمان..فارق جدا مع الناس، بعدين يكتشف إن محدش واخد باله ولا هو فارق معاهم:). المعنى صح أوي
وبعد كدة هابقى أدور على الجنيه الورق مخصوص :) و أحال أستغنى عن العملة المعدنية الغريبة دي..رغم إنها مفضلة عندي شوية
البلوج نوّر :)
بصراحة القصة فعلا تستاهل انك تحطها عندك في المدونة
احلي حاجة في القصة زي ماهبة قالت ان الواحد ساعات بيبئي متخيل انه فارق مع الناس انما لما يبعد عنهم يكتشف ان ماحدش واخد باله من اختفاؤه
ابئي زود بئي من القصص دي عندك في المدونة
دمت سعيدا
عزيزتي الفراشه
وياترى النهايه زي ما توقعتي انا للاسف توقعت انهم فراعنه بس مش اللي على الجنيه بصراحه اصلي من الناس اللي عمرها ما خدت بالها ان الجنيه عليه اربع تماثيل واحد منهم من غير راس
فعلا صدمه كبيره حتى للي عارفين انهم مش مهمين ولا فارقين بس لما بيشوفوا ده قوي في عيون اللي حواليهم بيتصدموا انهم مش فارقين اوي ولا في يوم يمكن هيفرقوا اوي
انا كمان دورت على جنيه بعدها بس للاسف مكنش في فالبيت ولا جنيه ورق واحد وعشان كده اول ما نزلت من البيت اخدت جنيه ورق وبصيت اوي عليه
البلوج منور بالكومنت يا افندم :)
عزيزتي ذات القلب النابض
اولا نورتي البلوج
ثانيا حاضر يا افندم وان كان اللي بيخليني اوقات كتير اتردد في اني انشر حاجه قريتها هو اني يا اما بحكيها انا وده بيفقدها المعنى والحبكة الدراميه في الغالب ياما بضطر انقلها كما هي زي المره دي كده وده في الغالب بيكون متعب حبتين
بس بجد الكتاب رائع ولو عليا انشر كل القصص اللي فيه والميزه ان كلها قصص قصيره يعني تناسب انها تتنشر في بوست
Post a Comment